السبت، 28 سبتمبر 2013

اتحاد الشغل والمعارضة يختاران «ورقة الشارع»:هــــل تتغيّــر موازيـــن المعادلـــة السياسيـــة ؟


لا حديث هذه الأيام الا عن تصاعد وتيرة الاحتجاجات لا في العاصمة فقط بل في مختلف جهات البلاد حيث نظمت المعارضة واتحاد الشغل مسيرات سلمية ، فهل يستطيع ضغط الشارع أن يغير المعادلة السياسية ؟
تونس ـ «الشروق»: رضا بركة
المسيرات التي تم تنظيمها دعت الى اسقاط الحكومة الفاشلة والقبول بمبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني وعن هذا التصعيد قال زهير المغزاوي( الأمين العام لحركة الشعب )» هي ردة فعل طبيعية في ظل الأزمة والمناورة التي تتبناها الترويكا وخاصة حركة النهضة وعدم حرصها على القبول بخارطة طريق الرباعي الراعي للحوار .
كلما كبرت الاحتجاجات واشتد ضغط الشارع كلما تمكنا من تحقيق أهدافنا وانقاذ بلادنا .»
أما عبد الرزاق الهمامي (الأمين العام لحزب العمل الوطني الديمقراطي) فقد أكد «المأمول أن الشعب ينزل للشارع للاحتجاج بطريقة سلمية وبروح مدنية عالية تحصن بلادنا من كل المنزلقات .
ما لاحظناه أن المسيرات التي نظمت في مختلف الجهات كانت ذات طابع سلمي حضاري تدعو الى القبول بالحل الوسط الذي دعا اليه الرباعي الراعي للحوار الوطني نعول على الرشد والروح الوطنية حتى تقتنع الترويكا بأن خارطة الطريق المقترحة من طرف الاتحاد ليست مجرد ورقة مكتوبة بل مطلب شعبي يجب تحقيقها ومدخل لاخراج تونس من الأزمة .»
ولاحظ محدثنا « ان هذا الحل ليس فيه غالب أو مغلوب أنما هو يغلب المصلحة العليا للوطن وانتصار لحل انقاذ تونس وعدم القبول بالحل ضرب من المكابرة واضاعة الوقت على البلاد.»
بدوره قال المولدي الفاهم ( قيادي في الحزب الجمهوري) « الشارع هو من أنجز الثورة المجيدة ومن حقه اليوم أن يسترد دوره خاصة وأنه شعر بأن هذه الثورة مشروع سرق منه وحاد عن أهدافه وخاصة أيضا أنه هناك صراعات وتجاذبات وتوتر وفشل في جميع مفاصل الحياة وتعطل للحوار .»
وأضاف المولدي الفاهم «دور الشارع الضغط من أجل تحقيق الوفاق للحوار والقبول بخارطة طريق الرباعي .»
في حين قلل محمد بنور (الناطق الرسمي باسم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات) من جدوى ضغط الشارع في تغيير المعادلة السياسية قائلا « في هذه الظرفية الحساسة ضغط الشارع يجب أن يواكبه حوار بين كل الأطراف للخروج من الأزمة .
ضغط من دون حوار مباشر يزيد في تعقيد الوضع ومراكمة المشاكل اليوم في حزبنا نعتقد أن الحوار المباشر مازال مفقودا ولدينا ايمان أن الحوار المباشر هو الذي يقودنا الى الحل .»
بوعلي المباركي
«دعوتنا من أجل انقاذ البلاد»
قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي « دعوة الهيئة الادارية لاتحاد الشغل ليست كما يروج البعض دعوة للاعتصامات أو الاضرابات بل مسيرات سلمية هدفها الضغط من أجل تطبيق بنود خارطة الطريق والقبول بمبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني.
تنظيم المسيرات ليست صورية أو شكل من أشكال الفلكلور بل هي وقفات احتجاجية سلمية دون تعطيل المرفق العام وتم الاعتماد على ضغط الشارع ليس من منطلق التعالي بل من أجل اخراج البلاد من الأزمة السياسية الخانقة التي قد تعصف بمستقبله .» ودعا المباركي جميع مكونات المجتمع المدني والأطياف ومختلف الأحزاب بما فيها الائتلاف الحاكم الى الالتحاق بهذا الحراك الشعبي والمشاركة في الوقفات الاحتجاجية من أجل انقاذ البلاد وتجاوز هذه الفترة الحالكة .
ارباك واستقالات
غالبا ما كان لضغط الشارع الكملة الفصل ونجح في تغيير المعادلة السياسية فقد توفق الشارع التونسي في اجبار الرئيس بن علي على الفرار الى السعودية.
ضغط الشارع تواصل بعد اندلاع الثورة التونسية ففي أواخر شهر فيفري 2011 أجبر محمد الغنوشي على الاستقالة من منصبه وسط احتجاجات عارمة من الشمال الى الجنوب خاصة في ساحة القصبة حيث وقعت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة خلفت بعض الضحايا.
كما أجبرت التحرّكات الاحتجاجية على اعتماد خيار المجلس الوطني التأسيسي وفرضت أيضاً حل التجمع الدستوري الحزب الحاكم سابقا وتمت إقالة العديد من المسؤولين الإداريين من مختلف الوزارات تحت ضغط الاحتجاجات ، ولكن تجربة المعارضة منذ اغتيال الفقيد محمد البراهمي وخاصة في إطار حملة ارحل بينت ان الدعوة الى الاحتجاجات قد لا تؤتي أكلها بالمرة حيث لم يُغادر اي مسؤول موقعه ولم تسقط حكومة العريض ولم يتم حل المجلس الوطني التأسيسي وهو ما يطرح سؤالا حول نجاعة الاحتجاجات الجديدة التي دعا اليها اتحاد الشغل والمعارضة.


ليست هناك تعليقات: