الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

المكان الوحيد الذي يستحقه الاسلاميون هو المنفى او السجن.!!!!!!!

تابعت باهتمام كبير الندوة الصحفية التي عقدتها المنظمات الراعية للحوار لتقديم نتائج مبادرتها المعدلة، لأني كنت اعتقد انها ستحمل انطلاقة جديدة لانتقال ديمقراطي، متعثر يواجه المؤامرة تلو المؤامرة، والمكيدة تلو المكيدة للالتفاف على إرادة الشعب، التي عبر عنها يوم 23 أكتوبر وسيعبر عنها في انتخابات قادمة باتت تمثل هاجسا لمن يرى في صعوده على الميزان مرة اخرى مقدمة لاختفائه من مسرح السياسة التونسية كما اختفى من مسرح السياسة الدولية.

كان الامل يحدونا في ان المنظمات الوطنية وفي مقدمتها اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة، ستعطي درسا قاسيا، للحالمين بتكرار السيناريو المصري، ولمن يحاول الالتفاف على طاولة الحوار، ويدفع نحو التصعيد، ولكن.

لا أقول خاب أملي، فهذه ليست لغة السياسة، التي تتحكم فيها المصالح والحسابات والتكتيكات، بل ترسخت لديّ قناعة بان بعض الأطراف مصرة على إجهاض التجربة، وأنها منشغلة بشيء واحد هو البحث عن ذرائع لتبرير الانقضاض عن الحكم، بعد فشل الاستثمار السياسي، "للرصاص السلفي" ولغة الدم، وان المنظمات الراعية للحوار في طريقها لاستنزاف ما بقي لها من ذخائر الصمود في وجه هذا المد الانقلابي العاتي.
المنظمات الوطنية رفضت الانجرار وراء خيارات الفوضى وتجييش الشارع. ورفضت ان تكون " كبش نطيح" للقوى العدمية التي هللت واحتفلت في ساحة باردو لمشاهد السحل والقتل والحرق في ساحة رابعة والتي تشبثت الى آخر لحظة بخيار الشارع والصدام لاسقاط الحكومة. ولكن يبدو انها أخذت طريق الاستسلام للقوى العدمية، وأنها لم تعد قادرة وخاصة في اتحاد الشغل على "ترويض" الدافعين بقوة ليلعب الاتحاد دور العسكر المصري.
ما سمعته في الندوة الصحفية لا يصدّق، ولا يمكن ان يقبله عقل او منطق، ولا يمكن ان يكون " الحقائق الأربع" التي وعد الاتحاد بكشفها.
ما سمعته في الندوة الصحفية لا يمكن ان يكون موقفا نزيها وموضوعيا، ومحايدا، رغم انه ترك الباب مواربا، خاصة من خلال مداخلتي السيدة وداد البوشماوي والسيد حسين العباسي لحل ممكن، وبشكل يدلّ على ان بعض المتحدثين في الندوة غير مقتنعين بأن حركة النهضة، التي ذهبت في تقديم التنازلات الى أقصى مدى ممكن، وان بعض تنازلاتها يستند لا فقط لمقتضيات مراعاة المصلحة الوطنية بل لإنجاح المبادرة، وتفويت الفرصة على العدميين، هي من يعطّل الحوار.
نحن طلاب حوار. وهذه حقيقة يعلمها شركاؤنا الاجتماعيون، واتهامنا بعكس ذلك قلب للحقائق وبطريقة لا تحترم ذكاء النخبة ولا الشعب ولا القوى الدولية والإقليمية التي تريد الخير لتونس، وتراهن على ان تبقى الشمعة المضيئة في ظلام الثورة العربية المضادة.
ولكن للاسف .الطرف الذي قدم التنازلات المؤلمة، وسعى دائماً الى تشجيع المنظمات الراعية للحوار على المضيّ قدما في مساعيها الوفاقية يُتهم اليوم بانه يعطل الحوار، حتى لا تقال الحقائق كما هي.

فهل يعقل ان يتعطل الحوار مرتين في الاولى بمبرر رفض النهضة للمبادرة وفي الثانية بمبرر قبول النهضة للمبادرة؟؟ اي عبث هذا؟؟
حتى لا يقال بان جبهة الإنقاذ وبعض الاطراف فيها لم تهضم تعديل المبادرة، وتجاهل مطلبيها بحل المجلس الوطني التاسيسي، وباستقالة الحكومة قبل بدء الحوار، أي بدفع البلاد نحو الفراغ ثم البحث عن حلول لملئه.
اعتقد ان الوقت حان لا لتبادل الاتهامات ولكن لكشف الحقائق كما هي. كشف كل الحقائق، وكل المؤامرات، وكل الأطراف التي تعمل في الخفاء والعلن لاسقاط الحكومة، وتسليط مظلمة ثالثة على رئيسها وهو احد رموز الاعتدال والديموقراطية في بلادنا و الذي نجا من الإعدام شنقا مرتين سابقا، وتريد بعض الأطراف اغتياله سياسيا هذه المرة لتجهض الثورة.
نعم . اعتقد ان الوقت حان لكشف الحقائق.
من يريد تدمير الاقتصاد الوطني؟
من أوصل تونس لهذا الوضع الاقتصادي الهشّ؟
من يريد تحويل اتحاد الشغل الى ماكينة للحشد والتجييش لاسقاط النظام؟
لماذا هذا التكالب لإجبار النهضة على تسليم رئاسة الحكومة قبل المصادقة على الدستور؟
لماذا تخلت المنظمات الراعية للحوار عن حيادها فجأة، لتصبح طرفا يتهم هذا الطرف ويسبغ على ذلك هالة الوطنية والوفاق؟
أسئلتي لا تنفي الثقة المتواصلة في هذه المنظمات وفي كل العقلاء في النخبة. ولا تحمل أي تبرير لاخطائنا في الحكم التي أعيد وأكرر أنها موجودة ومتواصلة، ولكنها لا تبرر الإطاحة بمسار كامل للبرهنة على ان المكان الوحيد الذي يستحقه الاسلاميون هو المنفى او السجن.
توشك الامور ان تتوقف عن كونها صراعا بين النخب السياسية لتعود استقطابا حادا وعميقا بين اعداء الديموقراطية والحرية والانعتاق من جهة وانصارها وصانعيها من خلال ثورة الحرية والكرامة من جهة أخرى.. وتوشك تونس العميقة ان تتحرك لتمنع البعض، من أن يحرمها من فرصة تاريخية لتقرير مصيرها .. فلا تستهينوا بها..


ليست هناك تعليقات: