الاثنين، 23 سبتمبر 2013

سقوط التابووات

سقوط التابووات

يبدو أنّ اتّحاد الشّغل أصبح جزء من المشكل لا جزء من الحلّ ... أصبح طرفا في الأزمة لا إطارا للحوار ... و الأخطر هو أنّه أعطى لنفسه مهامّ تتجاوز دوره النّقابي و التعديلي بدعوى تمثيله للشّعب ... و ما يجب أن لا يغيب عن قيادة الاتّحاد أنّ التّونسيين يميّزون جيّدا الاتحاد العامّ التّونسي للشّغل باعتباره منظّمة وطنيّة ساهمت في معركة التحرير و الاستقلال و بناء الدّولة و بين مركزيّته النّقابيّة التي مرّت مواقفها عبر تاريخ البلاد الكثير من التقلّبات و المناورات و حافظت عموما على مسار مساير للسّلطة باستثناء بعض الفترات التي ضغطت فيها قواعد المنظّمة أو تناقضت مصالح البيروقراطيّة مع مصالح النّظام الحاكم ... و بعد الثّورة كان مؤتمر طبرقة عبارة عن صفقة بين المركزيّة القديمة و التّشكيلة الجديدة للمكتب التّنفيذي القائمة على محاصصة حزبيّة فصائليّة شبه توافقيّة ... بينما ظلّ الصّوت العاشوري منخفضا محتشما في ظلّ الهجمة الحزبيّة التي افتكّت إرادة أعرق منظّمة وطنيّة في تاريخ البلد و وظّفته بكلّ الأشكال الفجّة و المباشرة و المكشوفة في معركة سياسيّة لا مصلحة للشغّالين فيها بالوكالة عن الفصائل الحزبيّة الممثّلة في المكتب التّنفيذي و نيابة عنها ... كلّ هذا الارتهان السّافر للأحزاب السياسيّة الذي انخرط فيه الاتحاد أفقده و مازال سيفقده الكثير من المصداقيّة في نظر التّونسيين ... الاتّحاد عمل على أن يكون هو المقدّس الوحيد و الأوحد في تونس و جعل الحديث عنه من المواضيع المحرّمة " تابو " في فترة سقطت فيها كلّ التّابووات ... و قد آن لكلّ الأقنعة و القداسات المصطنعة أن تسقط ..

ليست هناك تعليقات: