الخميس، 3 أكتوبر 2013

# السيسي قبل الانقلاب: "أنا معرفش حاجة اسمها ببلاش"


أعلن الفريق السيسي قبل الانقلاب بعدة أشهر خلال كلمة له قال فيها بشكل مباشر "أنا معرفش حاجة اسمها ببلاش ، ولازم يامصريين تتعودوا تأخد خدمة تدفع تمنها"

يذكر أن الوزير باسم عودة قد قال أن السيسي ذكر خلال اجتماع وزاري -بعد 3 أسابيع من تولي الأول الحقيبة الوزارية- "أن الشعب أدلع كثير ولازم يتفطم"

يأتي ذلك في الوقت الذي قالت القوات المسلحة خلال بيانها عقب تظاهرات 30 يونيو "لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف إحتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على إستعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله"

حقائق مدوية تكشفها الصفحة الرسمية لسمير ديلو على الفايسبوك

نشرت الصفحة الرسمية لوزير حقوق الانسان و العدالة الانتقالية السيد سمير ديلو صور تثبت ان الصورة التي اعتمد عليها العقيلي في الندوة الصحفية التي عقدت يوم أمس في نزل أفريكا بالعاصمة للربط علاقة بينه و بين عبد الحكيم بالحاج القيادي الليبي هي مجرد تشابه بينه و بين صديق للوزير يدعى جمال السعداوي:


ديلو لجنة العقيلي لكشف الحقائق طلعت لجنة مختصة في الكذب والتزوير

لحن العودة:أجمل ما تسمع :روعة

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

رافضى الأنقلاب داخل ميدان التحرير لاول مره بعد خطف الدكتور مرسي

نظم معارضو الانقلاب العسكري في مصر مظاهرات بعدة محافظات اليوم الثلاثاء، وذلك استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للتظاهر ضمن الأسبوع الثاني من فعاليات “الشباب عماد الثورة”. يأتي ذلك بينما اعتقلت قوات الأمن ثلاثين ناشطا خلال وقفة نظموها أمام محكمة جنايات الإسكندرية التي تنظر قضية المتهمين في قتل خالد سعيد.
ووقعت اشتباكات بين طلاب جامعة القاهرة وقوات الأمن، التي تدخلت لتفريق المتظاهرين الذين وصلوا إلى ميدان نهضة مصر، مقر الاعتصام السابق لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. كما شهدت جامعة المنصورة اشتباكات بين الطلاب وأعداد مما يعرفون بـ”البلطجية”، وفق ما ذكر شهود عيان.
وقد انطلقت المظاهرات في الفترة الصباحية داخل جامعات القاهرة والمنصورة وبني سويف والمنيا والإسكندرية، للمطالبة بإسقاط ما سموه “حكم العسكر”، والقصاص لضحايا فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر منتصف أغسطس/آب الماضي.
وأظهرت لقطات فيديو بثتها الجزيرة الطلاب وهم يرفعون الأعلام المصرية وشعار “صمود رابعة” ذي اللون الأصفر، مرددين هتافات تطالب بعودة الشرعية المتمثلة في الرئيس مرسي، حسب رأيهم، وتتعهد بمواصلة التظاهر السلمي حتى إسقاط الانقلاب العسكري.
وطالب المتظاهرون بالإفراج عن كافة المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب، والتي لم تتوقف منذ عزل مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
كما تظاهر تلاميذ من عشرات المدارس في إطسا بمحافظة الفيوم والورديان بالإسكندرية وأبو حمص بمحافظة البحيرة، تنديدا باعتقال زملاء لهم لمجرد رفعهم لشعارات رابعة وأخرى رافضة للانقلاب العسكري.
وفي سياق متصل، خرجت مظاهرات من المساجد الكبرى بالمحافظات بعد صلاة العصر، منددة بالانقلاب العسكري، وبالمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين. وركزت الهتافات على ضرورة محاكمة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم، والقصاص لضحايا فض الاعتصامات، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب، وإطلاق سراح المعتقلين.
وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح “المعتقلين السياسيين”، مشددين على استمرار مظاهراتهم حتى “كسر الانقلاب العسكري وعودة الشرعية”.
خالد سعيد
من جهة أُخرى، ألقت قوات الأمن المركزي القبض على ثلاثين ناشطا كانوا يهتفون ضد وزارة الداخلية والقضاء، أمام محكمة جنايات الإسكندرية، أثناء جلسة للنظر في قضية المتهمين بقتل الشاب خالد سعيد.
وقد قررت هيئة المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة الثاني من ديسمبر/كانون الأول المقبل، للاستماع إلى باقي الشهود.
يشار إلى أن خالد سعيد -شاب في العشرينيات- قالت أسرته وشهود عيان إنه قتل على يد أفراد من الأمن، قاموا بـ”تعذيبه” خلال القبض عليه في عام 2010، وهو ما نفت وزارة الداخلية حدوثه. وأحدث نشر صورة جثته وعليها آثار تعذيب ردود فعل غاضبة واسعة، خاصة في صفوف الشباب، الذين خرجوا في عدة مظاهرات تطالب بوقف ما وصفوها بعمليات التعذيب على يد بعض رجال الأمن.
وخصص بعض النشطاء صفحة على فيس بوك باسم “كلنا خالد سعيد”، أخذت على عاتقها توجيه الدعوة للشعب بالنزول في مظاهرات يوم 25 يناير/كانون الثاني، لمطالبة وزارة الداخلية بتحسين معاملتها للمواطنين ورفع حالة الطوارئ، وهي المظاهرات التي تطورت إلى مطالب بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.

الواشنطن بوست : الإسلاميون في مصر سيعودون للحكم

جاكسون ديل” بصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مقاله اليوم الجمعة، متوقعا عودة الحكم الإسلامي لمصر آجلا أو عاجلا .


الإسلاميون في مصر سيعودون للحكم مرة أخرى” بهذه العنوان بدأ الكاتب


وقال الكاتب في مقاله إنه من الممكن أن يتحدث المصريون عن وجود شيء مختلف فى انقلابهم العسكرى المدعوم بالجماهير في الشوارع, إلا أن مثل هذه الأوضاع ليست بجديدة على العالم فى الخمسين عاما الماضية .
واستشهد الكاتب في مقاله بتجارب بيونس آيريس و بانكوك, عندما توسلت الملايين في الشوارع للعسكريين أن يقوموا بتخليصهم من الحكومة المنتخبة، ورغم فرحهم بطل هذه الخطوات إلا أن المحصلة النهائية في كل هذه الحالة كانت سيئة حيث تلتها أعمال عنف أو حرب أهلية, وانتهاكات واسعه لحقوق الانسان و عقود من الاضطرابات السياسية وفي النهاية من أزيح من السلطة عاد اليها مرة أخرى .
ووجه الكاتب الأمريكي حديثه للإسلاميين قائلا: لا يجب أن يخفى عليكم أن ما يحدث فى مصر يشبه الأحداث التي وقعت في كل من الارجنتين وفينزويلا وتركيا و تايلاند و دول اخرى من التى نصبت رئيسا جديدا بعد عقود من سلطة الفرد .
واضاف “جاكسون ديل”: حكومة الرئيس محمد مرسى تختلف بعض الشيء عن الحكومة التي كان يرأسها جون بيرون فى الأرجنتين , أو هوجو تشافيز فى فينزويلا و تاكسين شيناواترا فى تايلاند، كما تعتبر التجاوزات التي وقعت فيها حكومة مرسى في مصر أقل بكثير من تلك التي وقعت فيها نظيراتها في فنزويلا وتشيلي، بل إن الرئيس مرسي لم يقم بإنشاء ميليشيات او فرق إعدام ولكن ما يؤخذ على حكومته فشلها فى احتضان المعارضة والسعي للاستحواذ .
كما بشر “جاكسون ديل” العلمانيون في مصر بأنهم من الممكن أن يتوقعوا شيئا مختلفا عن الديمقراطية التي يتمنونها، وأضاف الكاتب بأن الفرحين بعودة العسكريين لديهم وجهتا نظر أن يشاركوهم أجندتهم دعمهم في القضاء على خصومهم السياسيين وهذا لن يحدث، فالقادة العسكريون لا يجيدون فنون الحوار مثل إجادتهم “القوة “.

مظاهرات ضد الانقلاب العسكري تصل إلى ميدان التحرير بقلب القاهرة


نظم معارضو الانقلاب العسكري في مصر مظاهرات بعدة محافظات اليوم الثلاثاء، وذلك استجابة لدعوة التحالف 
الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للتظاهر ضمن الأسبوع الثاني من فعاليات “الشباب عماد الثورة”. يأتي ذلك بينما اعتقلت قوات الأمن ثلاثين ناشطا خلال وقفة نظموها أمام محكمة جنايات الإسكندرية التي تنظر قضية المتهمين في قتل خالد سعيد.
ووقعت اشتباكات بين طلاب جامعة القاهرة وقوات الأمن، التي تدخلت لتفريق المتظاهرين الذين وصلوا إلى ميدان نهضة مصر، مقر الاعتصام السابق لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. كما شهدت جامعة المنصورة اشتباكات بين الطلاب وأعداد مما يعرفون بـ”البلطجية”، وفق ما ذكر شهود عيان.
وقد انطلقت المظاهرات في الفترة الصباحية داخل جامعات القاهرة والمنصورة وبني سويف والمنيا والإسكندرية، للمطالبة بإسقاط ما سموه “حكم العسكر”، والقصاص لضحايا فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر منتصف أغسطس/آب الماضي.
وأظهرت لقطات فيديو بثتها الجزيرة الطلاب وهم يرفعون الأعلام المصرية وشعار “صمود رابعة” ذي اللون الأصفر، مرددين هتافات تطالب بعودة الشرعية المتمثلة في الرئيس مرسي، حسب رأيهم، وتتعهد بمواصلة التظاهر السلمي حتى إسقاط الانقلاب العسكري.
وطالب المتظاهرون بالإفراج عن كافة المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب، والتي لم تتوقف منذ عزل مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
كما تظاهر تلاميذ من عشرات المدارس في إطسا بمحافظة الفيوم والورديان بالإسكندرية وأبو حمص بمحافظة البحيرة، تنديدا باعتقال زملاء لهم لمجرد رفعهم لشعارات رابعة وأخرى رافضة للانقلاب العسكري.
وفي سياق متصل، خرجت مظاهرات من المساجد الكبرى بالمحافظات بعد صلاة العصر، منددة بالانقلاب العسكري، وبالمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين. وركزت الهتافات على ضرورة محاكمة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم، والقصاص لضحايا فض الاعتصامات، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب، وإطلاق سراح المعتقلين.
وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح “المعتقلين السياسيين”، مشددين على استمرار مظاهراتهم حتى “كسر الانقلاب العسكري وعودة الشرعية”.
خالد سعيد
من جهة أُخرى، ألقت قوات الأمن المركزي القبض على ثلاثين ناشطا كانوا يهتفون ضد وزارة الداخلية والقضاء، أمام محكمة جنايات الإسكندرية، أثناء جلسة للنظر في قضية المتهمين بقتل الشاب خالد سعيد.
وقد قررت هيئة المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة الثاني من ديسمبر/كانون الأول المقبل، للاستماع إلى باقي الشهود.
يشار إلى أن خالد سعيد -شاب في العشرينيات- قالت أسرته وشهود عيان إنه قتل على يد أفراد من الأمن، قاموا بـ”تعذيبه” خلال القبض عليه في عام 2010، وهو ما نفت وزارة الداخلية حدوثه. وأحدث نشر صورة جثته وعليها آثار تعذيب ردود فعل غاضبة واسعة، خاصة في صفوف الشباب، الذين خرجوا في عدة مظاهرات تطالب بوقف ما وصفوها بعمليات التعذيب على يد بعض رجال الأمن.
وخصص بعض النشطاء صفحة على فيس بوك باسم “كلنا خالد سعيد”، أخذت على عاتقها توجيه الدعوة للشعب بالنزول في مظاهرات يوم 25 يناير/كانون الثاني، لمطالبة وزارة الداخلية بتحسين معاملتها للمواطنين ورفع حالة الطوارئ، وهي المظاهرات التي تطورت إلى مطالب بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

56% من الرأي العام التونسي يرغب في حكومة يقودها إسلاميون معتدلون




استطلاع رأي هام قام به المعهد الجمهوري في واشنطن: 56% من الرأي العام التونسي يرغب في حكومة يقودها إسلاميون معتدلون.. في مقابل 18% يرغبون في حكومة يقودها علمانيون معتدلون

نقلا عن مجدي بن غزالة:
Sondage l’International Republican Institute (est une organisation politique dont le siège se trouve à Washington aux États-Unis. L'IRI est informellement liée au Parti républicain et travaille ensemble avec d'autres think tanks néolibéraux et groupes d'études des affaires étrangères, ainsi que les National Endowment for Democracy. Sa source principale de financement est le gouvernement fédéral des États-Unis) :

Les Tunisiens sont-ils –encore- attachés à la démocratie 32 mois après la chute du régime Ben Ali?

1- 52% très ou quelque peu satisfaits de la démocratie aujourd’hui en Tunisie
2- 23% ne sont pas très satisfaits
3- 16% ne le sont pas du tout
4- 8% ne le savent pas ou refusent de répondre

La Tunisie est-elle une démocratie?

1- 7% oui
2- 5% non
3- 15% la Tunisie est une démocratie "presque" totale
4- 35% une démocratie imparfaite
5- 37% ce n’est pas du tout une démocratie

Choisir entre une Tunisie stable et prospère et dirigée par un gouvernement non-démocratique et un gouvernement démocratique qui mène à une Tunisie instable et peu sûre ?

1- 55% choisissent le premier cas de figure
2- 39% le second

La forme de gouvernement que préfèrent les tunisiens ?

1- 46% au régime présidentiel,
2- 26% à un système mixte
3- 17% à un régime parlementaire

Concernant l’Assemblée nationale constituante (ANC) :

1- 50% pensent que le premier rôle de cette instance est de rédiger la Constitution
2- 53% pensent qu’elle devrait le faire en moins d’une année
3- 17% acceptent que cela se fasse en une année
4- 9% entre une et deux années.
Et pour une très large majorité de Tunisiens, la mission des membres de l’ANC devrait s’arrêter là

68% des personnes sondées disent préférer que la nouvelle Constitution soit soumise à référendum et non votée par l’ANC elle-même.

Les Tunisiens voudraient-ils voir plus de partis islamistes ou laïcs représentés au sein de l’ANC?

1- 56% se prononcent pour des partis islamistes modérés
2- 18% pour des laïcs modérés.
3- 11% pour les islamistes radicaux
4- 5% pour les laïcs radicaux

ما حقيقة اعتناق الممثل الكوميدي « مستر بين » الدين الإسلامي؟



أعلنت العديد من المصادر الإعلامية أن الممثل الكوميدي  » روان أتكينسون » المعروف بـ « مستر بين » قد أشهر 

إسلامه مؤخرا.
وذكرت هذه المصادر أن « ملك الكوميديا الصامتة » كما لقبه معجبوه، قد قرر التعرف عن قرب على الدين الإسلامي بعد مشاهدته للفيلم الأمريكي المسيئ للإسلام.
و « روان أتكينسون » ممثل كوميدي بريطاني يبلغ من العمر 56 سنة قدم العديد من الأعمال الناجحة بين مسرحيات وأفلام، ولكن شهرته الواسعة عالميا كسبها بفضل تجسيده لشخصية « مستر بين » لمدة 5 سنوات كاملة والتي تابعها أكثر من 18 مليون شخص حول العالم.
ومع أن الخبر لا يزال بمثابة تداول إلا أن اي تصريح لم يصدر من الممثل الكوميدي  » روان أتكينسون » ولا من مكتبه الاعلامي سواء بالنفي أو التاكيد.

غارة (الساق الخشبية) في حمام الشط بتونس


قبل 24سنة مضت كان البحر في حمام الشط بتونس الخضراء عروس إفريقيا ولؤلؤة الساحل العربي مستسلماً لأشعة الشمس وللرياح الخفيفة،

التي طيرت أوراق الشجر بحذر. وكانت عصافير المنطقة تزقزق مرتاحة البال وبلا هموم ومخاوف من الصيادين.. وكان أهالي المنطقة يمارسون أعمالهم كالعادة.. الرجال والنساء في أعمالهم وأشغالهن، التلاميذ من البنات والأولاد في مدارسهم. العجائز وكبار السن مع الأطفال والرضع في منازلهم.. العمال في مصانعهم، والفلاحين في حقولهم، والشعراء والأدباء مع أحلامهم وأسفارهم يرسمون الشعر برشية فنان عشق تلك الأرض.

كانت منطقة حمام الشط تبدو كأنها قطعة من جنة على الأرض، هادئة، مسالمة، جميلة، فيها حركة ونشاط وحيوية، تنتشر أشعة الشمس الذهبية على وجوه سكانها الطيبين. تنعش أجسادهم العربية السمراء نسمات الريح القادمة من جهة البحر. يستسلمون لغفوة سريعة تحت شجرة تين أو زيتون وعلى رمل أرض لشعب يحب الحياة.

هناك في حمامي الأنف والشط وجدت عائلات المقاتلين الفلسطينيين الذين اضطروا للرحيل عن لبنان بعد حصار طويل للعاصمة بيروت وقتال وصمود وتألق في المعركة. وجدوا المنزل المؤقت الجديد، والاستقبال الشعبي الكبير، والرعاية والاحتضان من أهل تونس. هؤلاء الفدائيين الذين صعدوا السفن وأبحروا لمدة أسبوع كامل من بيروت حتى وصلوا الى تونس الخضراء. خرجت جموع غفيرة وهائلة من جماهير الشعب التونسي الشقيق في استقبالهم. جاءت الجماهير من العاصمة وضواحيها ومن قصفة وتوزر والجريد وصفاقس وبنزرت والقيروان وقصر هلال والمهدية وسوسة وكل تونس للترحيب بهم كأبطال وأهل حلوا ضيوفاً بعد شدة وقهر على شعب ينام ويصحو وهو يفكر بفلسطين. استقبلتهم جماهير تونس المشبعة بحب الحياة والمواجهة وصعود الجبال ورفض العيش بين الحفر بالترحاب. فشعروا أنهم عند أهلهم وبين ناسهم.

ولما عادوا يلتقطون أنفاسهم بعد حصار بيروت ويجمعون شتاتهم ويلمون قوتهم، وأصبحوا عارفين أكثر بتركيبة تونس وطبيعتها شعباً ودولة وحياة.. فاجأتهم الطائرات الصهيونية فجر الحادي عشر من أكتوبر سنة 1985 بشنها غارة عنيفة على مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات في حمام الشط. سمتها عملية الساق الخشبية. لست أدري لماذا اختاروا هذا الاسم على عمليتهم الوحشية، هل لأنها ستسفر عن مذبحة تجعل الذي يخرج حياً من الغارة بلا سيقان غير السيقان الخشبية؟؟ وهل هي صدفة أن يكون في مقر أبو عمار جرحى فلسطينيين بسيقان خشبية، منهم من استشهد ومنهم من لم يصبه أي أذى لأنه غادر المقر قبل أيام قليلة من القصف متوجهاً للعلاج في مستشفيات أوروبا.؟!

أسفرت الغارة الصهيونية على حمام الشط عن سقوط نحو 60 شهيداً بين فلسطيني وتونسي. وكذلك أكثر من 100 جريح. وتم تدمير مقر عرفات. واحتجت الحكومة التونسية رسمياً وتقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولي لكن الفيتو الأمريكي منع صدور قرار يلزم الصهاينة بالتعويض ويدين غارتهم على تونس.

هكذا عادت دماء الشعبين التونسي والفلسطيني لتسيل في خطٍ واحدٍ هو خط الانتماء لأمة واحدة وقضية واحدة ومصير واحد مشترك. فأهل تونس قدموا تضحيات كثيرة لفلسطين منذ النكبة والنكسة مروراً بانخراط الشباب التونسي المؤمن بالقضية الفلسطينية والقضايا المصيرية في فصائل العمل الوطني الفلسطيني في الأردن ولبنان، حيث كانت تدور معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. فاستشهد وجرح من التوانسة كما يحب أهل فلسطين تسميتهم عدداً من المناضلين.

في حمام الشط ترقد جثامين شهداء فلسطين تحرس قبورهم تلة صغيرة وأعين أهل المنطقة، الذين لازالوا يتذكرون بعض الشهداء وبعض الأحياء. ومازالوا يحملون هم فلسطين وشعبها في قلوبهم وعقولهم. هذا رأيته وسمعته خلال زيارتي للمقبرة ربيع هذا العام. ففي المقبرة رفاق وأخوة نحبهم ونتذكر صمودهم- صمودنا معاً في حصار بيروت. المجد للشهداء، الوحدة لمة العرب.. والنصر آتٍ لا محالة